ـــــــــــــــــMarchel ـ ــــــــــــــــ

في حدود أراضي قبيلة التنين , كان الوضع هو نفسه حتى بعد مرور شهر كامل على الأحداث الأخيرة , الهجوم الذي شنه قائد الفيلق توكسيك كان يحمل أثار جعلت الرعب الحقيقي يتجسد على ملامح كل هؤلاء من توسطوا مقدمة الجيش في الجبهة .

هذا الرعب لم يكن نابعا من خوفهم من توكسيك بالذات , وإنما كان نابعا بالأحرى من عجزهم الكامل عن القيام بأي شيء اتجاه الموقف الذي حشروا فيه رغم معرفتهم به.

عجزهم عن فعل أي شيء في هذه الحرب التي لا ناقة لهم فيها ولا أي شيء, حرب هم فقط فيها مجرد حيوات ضعيفة لا قيمة لها , مجرد ماشية تستعمل بالقوة لتشغيل هذه السفن الحربية التي كانت تزلزل السماء ...

الناجين من الصدام السابق كانوا يعلمون تمام اليقين ما هو دور تلك السفن الحربية الخبيثة التي كانت الأن تتوسط السماء !! لقد كانوا حاضرين في الصدام والسابق والأكيد أن مشهد كذلك المشهد حيث إستخدمت تلك السفينة الحربية قوة غريبة لأمتصاص حياة مئات الألاف من الناس فقط لشحن مدفع واحد لا يزال يسبب لهم صدمة نفسية عميقة من المحال إختفاء آثارها في أي وقت قريب !!؟

كيف تختفي آثار تلك الصدمة وكل ما يجول في خاطر كل من يعرف تلك الحقيقة هو ذات السؤال !!

هل حان دوري ؟؟

هل أنا هو الشخص التالي الذي سيتم إستخدامه لشحن ذلك الشيء ؟؟

هل هذه هي النهاية بالفعل؟؟

؟؟

رائحة العرق اللاذغة كانت تكتسي كامل مقدمة الجيوش التي وضعتها قبيلة التنين في حدود الأراضي المقدسة , أصوات الأرتعاش الشديد لمختلف الفقرات العظمية الموجودة على أجساد هذه الكائنات الحية المجتمعة في هذا المكان كان هو لحن هذه الحرب !!

ربما تعتبر ساحة الحرب هي أقسى مكان يمكن أن يتواجد فيه كائن حي في هذه الحياة, ربما ساحة الحرب هي الأبشع , هي الأسوأ ...

لكن الأسوأ من كل هذا أن هؤلاء الأشخاص الذين يشكلون صفوفا لا تنتهي من المحاربين لا علاقة لهم بهذه الحرب من الأساس , لا علاقة لهم بالأكاغي على الإطلاق, هذه الحرب ليست حربهم .

هذه الفكرة كانت تسيطر بشدة على عقول كل الأشخاص هنا وتجعلهم يتسائلون حول ما يفعلونه في هذا المكان بالضبط ؟؟

لكن الحقيقة كانت واضحة بشدة , وبسيطة لدرجة أن هؤلاء لم يتمكنوا من رؤيتها رغم وضوحها ذاك . أمامهم , كان الجميع يعرف أنه عاجلا وليس آجلا جيوش الأكاغي ستقتحم هذا المكان وتعيث فسادا كما هي عادة أولائك الملاعين .

لكن ما لم يستوعبه المحاربين هنا هو أن الأكاغي ليسوا أعدائهم الوحيدون في هذه الساحة !!

ما كان يجب على كل محارب وقف في هذه الصفوف إستيعابه هو أنه مادام يتواجد في هذا المكان , فهو في حرب بالفعل وعلى عكس أفكارهم, هذه الحرب لهم علاقة بها بالطبع فما هو على المحك لم يكن سوى حياتهم بعد كل شيء .

العدو كان من المفترض أن يكون في الأمام , لكن الأن إتضح أن العدو أيضا يحاصرهم من الخلف !!.

من الأمام عشيرة الأكاغي , ومن الخلف قبيلة التنين التي كانت تستعمل حياتهم لتعبئة الأسلحة الغريبة التي كانت بحوزتها !!

كان على كل محارب في هذا المكان إدراك الأمر, كانوا مجرد عبيد إستخدمت حياتهم بالشكل الذي يراه أسيادهم جيدا ومناسبا للظروف. هذه هي حقيقة ما يمر به هؤلاء سواء في الصفوف الأمامية أو الخلفية.

كان عليهم إدراك أنهم كانوا علف المدافع , مجرد عبيد تم توجيههم مباشرة الى أنياب عشيرة الأكاغي التي كانت تمزقهم بدون أية رحمة, رغم كونهم أضعف من أن يقاتلوا ضد عشيرة بتلك القوة إلا أن أعدادهم كانت كبيرة جدا , ومهما كان التأثير الذي سيسببونه في نهاية المطاق صغيرا, فأبسط الأشياء في حقيقة الأمر قادرة على قلب موازين معركة من هذا المستوى في أية لحظة.

..

..

..

" هو.... هوي !!

ما الذي يحدث بحق الجحيم ... ؟ هل ... "

جندي مهول القوة كان يطفوا في مقدمة إحدى الفصائل الحربية التي حشدتها قبيلة التنين في الأونة الأخيرة , هذا الجندي كان يبعث بضغط مروع جدا حمل ثقلا كبيرا جدا على كل من تواجد حوله في هذا المكان. قوة عالم العاهل القتالي التي كانت تفيظ منه كانت تحمل هالة سامية غير طبيعية على الإطلاق .

لكن حتى شخص من هذا المستوى , وقف هناك بكل بلاهة بينما تحولت أرجله الى هلام وكاد أن يتبول على نفسه من شدة الرعب, من شدة الهلع الشديد الذي أصابه لحظة رؤيته للمشهد الذي كان يقبع في الأمام !!

بوووووووووووووف !!~~~~~~~~~~~

إنتشر نبض روحي فجأة من مكان بعيد بعض الشيء , وعلى الفور بدأ العالم في الأمام يتحول الى خراب مروع يزحف ناحية هذا الفصيل الذي كان مجتمعا هنا !!؟ عقول الأشخاص من هذا الفصيل تحولت الى ورقة بيضاء على الفور ولم تعرف حتى ما الذي يحدث !!؟

" لماذا هم هنا !!؟؟؟

هل يمكن أنهم تجاوزوا الصفوف الأمامية على الحدود بالفعل ؟؟

ه...هذا ... "

بووووووووووووف !!~~~~~~~~

وصلت فجأة موجة صدمة هائلة طمست كل شيء يقف في طريقها الى خراب غير من الشكل الطبيعي للمنطقة برمتها !!

كان يمكن فقط رؤية هيأة قائد الفيلق توكسيك الذي كان يتداخل مع ضباب أسود مرعب وهو يتقدم الى ناحية هذا المكان بسرعة جنونية !؟ عاهل القتال الذي كان يحمي هذا الفصيل لم يعرف حتى ما الذي كان يحدث , كل ما أمكنه الشعور به هو الألم الفضيع الذي كان يحرق عروقه الدموية بينما كانت عينيه مركزة على المد المظلم الذي كان يزحف خلف توكسيك ذاك !! وفي نفسه صرخت روح هذا العاهل بكل رعب وهي ترتعش ,,,

" هل هذا فيلق كامل من عشيرة الأكاغي ؟؟؟... "

لكن قبل أن يكمل هذا العاهل تساؤله حتى , شعر على الفور بأنه يمر من نفس ما ذكرته الشائعات التي تتحدث حول الصدام الأول الذي حدث قبل شهر . جسده كان يطفوا من تلقاء نفسه متجها الى فوهة عملاقة ظهرت في مؤخرة الفصيل فجأة !!؟؟؟

آآآآآآآآآرغ ~~~~~~~~~~!!

فجأة ومن اللامكان , بدأ هدير التنانين يزلزل السماء برمتها , فآخر مشهد رمقته عيون عاهل القتال لم يكن سوى مد أشد رعبا كان يزحف من خلف فصيله ذاك !! ذلك المشهد كان عبارة عن بحر لا ينتهي من التنانين التي كانت تترك خلفها لا شيء فقط سوى الدمار والفحم الأسود ...

قبل دخول تلك الفوهة المظلمة التي كانت تسحب جسده بسلطة هو كان عاجزا عن مقاومتها . تسائل هذا الرجل أين كانت قوات قبيلة التنين هذه متخفية , فهو كان في هذه المنطقة لمدة كبيرة جدا !! لقد كان هنا حتى قبل أن يتم إعلان الحرب بين الطرفين حتى ؟

وفي اللحظة التي حجبت فيها رؤية الرجل وبات فقط يرمق الظلام , أمكنه الأن أن يركز بشكل أوسع على سماع هذه الصرخات التي لم تكن سوى أول صدام حقيقي ومروع للطرفين !!

صدام غير متوقع على الإطلاق ...

صدام لم يكن للناس العاديين أمثال عاهل القتال هذا أن يعرفوا حوله حتى أبسط المعلومات, كل ما كان في وسع عامة الشعب القيام به , هو الموت هباءا منثورا , أو الموت وهم يشحنون مدافع السفن الحربية التي تحمل تقنية مفاعلات الإنقراض !!؟؟

والذين سيخرجون من أراضي المعركة الدامية هذه أحياء , سيكونون رجال الأكاغي أو وحوش قبيلة التنين لا غير ...

لكن كل هذا لم يمنع ذلك السؤال من الظهور في عقل الرجل , هل حتى شخص في مستوى عالم العاهل القتالي مثلي مجرد قمامة بالنسبة لهم ليستعملوا قوة حياتي هكذا ؟؟

بوووووووووووف !!~~~~~~~~~

وسط كتل من الظلام الذي كان يكتسح الأفق برمته , سبحت سفن عشيرة الأكاغي الحربية المرعبة بينما كانت كل سفينة من هذه السفن العملاقة توجه قرن الكارثة الخاصة بها الى الأمام في مشهد يحبس الأنفاس !!؟

كانت أعداد الفيلق الثاني مهولة جدا لدرجة أنها تعدت المليارات من المخلوقات المختلفة الأجناس والأعراق , والشيء الأكيد أن هذا الفيلق لم يكن ينوي هذه المرة إحداث مجرد صدام خفيف على الإطلاق ؟؟

في مقدمة هذا الدمار الذي كان يزحف الى الأمام , تموضع الشخص الذي كان مصدر كل النبض الروحي الذي قلب ساحة المعركة رأسا على عقب خلال لحظات فقط !!؟

توكسيك كان يمسك بعلم عملاق أنشأه من خلال طاقته القتالية الخاصة , علم تشكل عليه علامة الأكاغي المعهودة بالإضافة الى رقم 02 في الأسفل والذي يشير الى رقم فيلقه الخاص.

والشيء الوحيد الذي كان يخرج من فم ذلك اللعين , لم يكن سوى حرقة تعطشه الى الإنتقام إثر الإصابة التي تلقاها آخر مرة !!

" إن هذه هي الإحداثيات التي تلقيناها من المارشال بالضبط .

اللعنة , لقد تغيرت الخطط بالكامل ؟؟... "

بينما يصرخ بهذه الكلمات فجأة , جعلت كلماته كامل الفيلق الثاني يدخل في فوضى عارمة خلال هذه اللحظات , حيث أدرك جميعهم فجأة بأنه تم إبطال كافة الخطط التي كانوا يجهزونها من أجل الحرب ؟؟

فقط ما الذي يفترض أن يعنييه ذلك ؟؟ولماذا جاؤوا بهذه السرعة الى هذا المكان مادامت الخطط قد تغيرت بالكامل ؟؟

لكن توكسيك إبتسم فقط وهو يرفرف بعلم الأكاغي عاليا :

" الخطة هي أنه لا توجد خطط أيها الملاعين.

المارشال قد إتخذ قراره , لقد حكم على هذا المكان بالزوال..."

بووووووم !!~~~~~~~

إنفجرت علامة الأكاغي في السماء حيث خرج شخص ما خلف توكسيك وهو يلقي بتقرير من نوع ما !!

" قائد الفيلق , لقد أوشكت عملية الإنتقال على الإنتهاء , وكما أمرت أحضرت الأسطول الخاص بي كاملا الى هنا ... "

فور إنتهاء كلمات الرجل خلف توكسيك , إندفع قائد الفيلق هذا الى الأمام وسط قصف السفن الحربية وهو يصرخ مثل المجنون !!

" فليحيا المارشال ...

فليحيا الأكاغي ... "

ومن خلفه مباشرة , إندفع صوت واحد وموحد لكل فرد من الأكاغي الذين كانوا يزحفون من خلف كتل الدخان في الخلف بإستمرار , صوت هدر كما لو الرعد أن قد شق السماء , صوت أسطول حربي كامل من اليفلق الثاني :

" فليحيا المارشال ... فليحيا الأكاغي ... "

2021/03/14 · 966 مشاهدة · 1522 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2024